العرض في الرئيسةفضاء حر

المشاريع الصغيرة في اليمن

يمنات

أنس القباطي

المشاريع الصغيرة قد تبدو كبيرة في البداية، لكنها تظل تتراجع، وتصغر دائرتها، حتى تصل إلى البيت الواحد..

ما تلاحظونه هذه الأيام في مدينة تعز كاف لتعرفوا إلى أين وصل مشروعهم..

– لم يعودوا يتقبلوا القادمين من الحوبان، في حين كانوا في البداية يتمترسون خلف جغرافية تعز كاملة.

– لم يعودوا يتقبلوا من يقدم مساعدات للأمن والجيش، لأنه سيسرق الأضواء عليهم، فالجيش والأمن خط أحمر😂

– لم يعودوا يتقبلوا الناشطين المستقلين الذين يتنقلوا بين تعز المدينة، وتعز الحوبان، ويقدموا مساعدات هنا وهناك..

– وبعد أن كانوا يحشدون الجميع في بداية الحرب باسم تعز، صاروا اليوم يعتبرون تعز إخوانية، وما عدى الجماعة فهو مشكوك فيه.

– أين أبو العباس، وعدنان الحمادي، ومؤمن المخلافي، وأبو الصدوق، ورضوان العديني، وعبد الحكيم الجيزي ، والقائمة تطووول…؟!-

– والحقيقة أن المشاريع الصغيرة تحمل بذرة فناءها بداخلها.

– المشاريع الصغيرة تذوب كفص الملح إذا سقط في ماء، عندما يحضر المشروع الوطني الكبير، وهذا مثال من الماضي القريب:
* أين ذهب مشروع عدن للعدنيين، ورابطة أبناء الجنوب العربي، ومشروع الفرز عدوانية وجبالية، ومشروع الاتحاد الفيدرالي لإمارات الجنوب. جميعها اختفت عندما جاء المشروع الوطني الكبير (الجبهة القومية) الذي وحد 22 مشيخة وإمارة وسلطنة في دولة واحدة كان لها حضورها وهيبتها في المنطقة، وأعاد للجنوب بمنيته التي كانت بريطانيا قد سعت لطمسها.

– المشاريع الصغيرة تحمل عصبوية مذهبية أو مناطقية أو قبلية، في البداية تتخلى على الحلفاء والمناصرين، وما تلبث أن تحصر المشروع في حيز ضيق لا يتجاوز القرية أو الشلة.

– وعلى المشروع السائد في تعز، قيسوا المشاريع المماثلة في بقية الجغرافيا اليمنية.

– هي مشاريع تقسم ما لا يقبل التقسيم، ثم تجزء ما تم تقسيمه، هذه المشاريع ضالة الخارج في استهداف وحدة البلدان.

– إذا أردت تقسيم بلد وتشظيته، خذ بين أصحاب المشاريع الصغيرة، وادفع بهم لتصدر المشهد. 

زر الذهاب إلى الأعلى